ذو القرنين

من طرف فايزة شرف السبت 26 أبريل 2008, 9:06 pm

2 ـ ذو القرنين
ــــــــ
1 ـ ـ الحمد لله الذي جعل ملكي عظيما .
تردد صوت الملك الصالح ذو القرنين بهذه العبارة بين جنوده وأتباعه ، ثم قال ..
ـ سوف نواصل سيرنا بجيشنا العظيم في الأرض ، كي أدعو الناس إلي عبادة الله والتوحيد به .
سار الجيش أياما وأياما كثيرة حتى وصلوا إلي مكان علي شاطئ البحر ، وتأمل ذو القرنين الشمس وهي تغوص في الأفق ، وخيل إليه وهي تختفي شيئا فشيئا أنه لا يوجد أرض بعدها .

2 ـ مشي ذو القرنين بعيدا عن الشاطئ إلي داخل هذه البلاد ، والتقي بخلق كثير من أهلها ، وكانوا يعبدون الأصنام ويشركون بالله ، فهتف فيهم بعد أن وعظهم بطاعة الله :
ـ من اعتدي منكم فسوف نعذبه عذابا عظيما ، أما من آمن منكم فسوف نحسن إليه ونهب له العطايا ، وسوف يجزي خير الجزاء في الآخرة .
هتف القوم في خشوع :
ـ أمنا بالله ربا واحدا ، ولن نشرك به أبدا.

3ـ اطمأن ذو القرنين إلي أن دعوته قد أفلحت ، وأن الناس قد أمنوا بالله ، فسار بجيشه أيام وأيام ، حتى وصل إلي منطقة مكشوفة ليس بها أشجار أو جبال ، أو حتى أبنية تحجب الشمس وصهدها عن أهلها .. وعندما اجتمع الناس كلهم أمامه صاح فيهم بعد أن وعظهم :
ـ أيها الناس أعبدوا الله .
هتفوا كلهم في نفس واحد ، وقد امتلأت قلوبهم بحب الله :
ـ أمنا بالله ربا واحدا .

4 ـ واصل ذو القرنين المسير بجيشه ، أيام وأيام حتى استقر في منطقة بين جبلين ، ثم برز له قوم أخذوا يشيرون له ، وهم يتكلمون بلغة غريبة لم يفهمها هو أو أحد من أتباعه ، وبعد فترة من الوقت ، فهم منهم أنهم يحاولون الاستنجاد به من قوم يدعون يأجوج ومأجوج ، وأنهم أناس مفسدون في الأرض يغيرون عليهم ، ويأخذون خيراتهم بالقوة ، وأخذ زعيمهم يشير بيديه ، وهو يتكلم لغته الغريبة :
ـ سوف ندفع لكم أيها الملك الصالح مالا كثيرا ، لو أنكم بنيتم سدا بين الفجوة بين الجبلين ، لمنع يأجوج ومأجوج من الاعتداء علينا .
هتف ذو القرنين :
ـ سوف أساعدكم ، ولا أحتاج مالكم ، على شرط أن تساعدوني في بناء هذا السد .

5 ـ أمر ذو القرنين القوم بجمع قطع الحديد الموجودة في البلاد ووضعها في الفتحة بين الجبلين حتى صارت في علو قمتيهما .. ثم صاح :
ـ الآن ضعوا النحاس المذاب في النار علي قطع الحديد .
بعد وقت ليس بالكثير تماسك النحاس مع الحديد وصنع سدا قويا منيعا ، ووقف القوم علي الجبلين يرقبون يأجوج ومأجوج عندما أتوا كالجراد عبر الوادي ، ليغيروا عليهم ، فصاحوا في ذعر :
ـ سوف ينتقمون منا .
هتف ذو القرنين في اطمئنان وثقة :
ـ لن يخذلكم الله أبدا .

6 ـ حاول الغزاة نقب السد ، أو تسلقه مرات ومرات ، ولكنهم فشلوا فاضطروا إلي التراجع ، فأخذ القوم يصيحون في فرح والتفوا حول ذي القرنين ، وهم يبدون عرفانهم بالجميل ، فهتف في تواضع :
ـ الحمد لله علي نعمته وفضله ، وأن وفقني الله للعمل الصالح .

7 ـ مضي دو القرنين في طريقه ، يدعو أهل الأرض ، الذين ضلوا عن سبيل الله ، ويسعى إلي الخير من أجل سعادة الناس في الدنيا والآخرة .

من طرف Sara الخميس 24 يوليو 2008, 10:53 pm

القصة جميلة جداً ومفيدة يا طنط فايزة
والقصة عجبتني واستفدت منها :
ان الاتحاد قوة
بالايمان بالله يوفقنا الله
عمل الخير للناس

ذو القرنين

ذو القرنين

رد: ذو القرنين