بحـث
المواضيع الأخيرة
الخبز قبل الانتخابات
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الخبز قبل الانتخابات
الخبز قبل الانتخابات
محمد صلاح
يراقب المواطنون المصريون من دون اكتراث معركة كسر العظم بين الحكومة المصرية وجماعة «الإخوان المسلمين» على خلفية انتخابات المجالس المحلية التي ستجرى يوم 8 نيسان (ابريل) المقبل. فلا انتخابات المحليات بين أولويات الصراع السياسي عند القوى السياسية المختلفة في مصر ولا هي أصلا تدخل ضمن اهتمامات المواطن الذي يصارع صعوبات الحياة ويسعى إلى التغلب عليها.
وعلى ذلك، فإن السباق أو الصدام بين الطرفين (الحكومة والإخوان) لا يتجاوز بالنسبة للناس غير المرتبطين بهما سوى مجرد أخبار متناثرة في بعض الصحف ونشرات الأخبار، أما برامج الفضائيات فامتنعت حتى عن الصيد في ماء المحليات ربما بفعل وثيقة تنظيم البث الفضائي أو لأنها لا ترى فيها جديداً.
وتبدو التظاهرات الضخمة التي نظمها «الإخوان» في محافظات مختلفة احتجاجاً على ما يعتبرونه معوقات تحول دون قبول أوراق مرشحيهم لخوض الانتخابات جزءا من اللعبة السياسية في كل انتخابات. كما أن الحملات التي تستهدف قادتهم وناشطيهم صارت كما الرعد والبرق الذي يسبق المطر، وتبدو الصورة خالية تماماً من أي وجود للقوى السياسية الأخرى، فلا الأحزاب الليبرالية أو الاشتراكية اليسارية أو تلك التي تمتلك صحفاً تظهر بأنها جزء من ذلك الصراع الذي تحول إلى سباق بين الحزب الوطني الحاكم وجماعة «الإخوان المسلمين» ليس فقط للفوز بمقاعد تلك المجالس للعمل على توصيل الخدمات للجماهير وتسهيل حياتهم ولكن أيضاً لإثبات الوجود وعرض القوة وتأسيس علاقات مع المواطنين قد تفيد حين يحتاج كلا الطرفين إليها إذا ما وصل الصدام بينهما مرحلة لا يمكن التراجع عنها.
بين الحديد والخبز ومروراً بالسولار يجد المواطن المصري نفسه غير قادر على ملاحقة الأسعار فينشغل بالبحث عن حلول لمشاكله الحياتية: إضراب أم اعتصام للمطالبة بزيادة الأجور والحوافز والمكافآت، يطالب أو يناشد أو يدعو أو يصرخ، رجاءً أو ألماً، ربما يستجيب له القادرون على حل أزماته! فلا تكون السياسة بالنسبة له إلا ترفاً لم تعد الظروف تتيح له الاستمتاع به ولم يعد في العقل مساحة للتفكير فيها.
واللافت أن تصريحات المسؤولين المصريين، بمن فيهم رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف، بدأت تتخذ مسارات أخرى غير تلك التي ظلت تسير عليها في السنوات الماضية. فلا مجال لإنكار الأزمات المتتابعة التي يعيشها المواطن ولا سبيل للخداع وتحسين الصورة بأن «لدنيا ربيع والجو بديع»، فنار الأسعار تأكل الجميع ولهيبها يحرق كل الفئات ووهجها لم يعد من الممكن إخفاؤه.
ورغم إقرار المسؤولين بأن المواطن لن يأكل أرقاماً وأن الناس تعاني ولا بد من وضع الحلول لمشاكلها، فإن «الإخوان» الذين برعوا في ربط مصالح البسطاء بهم من خلال مشاريع تجارية وخدمية (مستوصفات أو أسواق أو وغيرها) عانوا خلال الشهور الماضية انحساراً في المساحة التي كانوا يتحركون فيها في ذلك المجال. فصاروا هم والحكومة في الهم سواء، فالسباق بين الطرفين على كسب ود المواطنين وبالتالي حضورهم عند الاقتراع، والحصول على أصواتهم في الصناديق، لم يترجم إلى سعي إلى تقديم الحلول لمعضلات الحياة وتحسين الظروف المعيشية للناس وتقديم الخدمات لهم.
فلماذا إذن يذهب الناس إلى لجان الاقتراع طالما أن طرفي الانتخابات الرئيسية ليس لديهما المقدرة على فعل شيء؟
لماذا يقف المواطن في «طابور» طويل أو قصير منتظراً دوره ليقترع في انتخابات المحليات وهو الذي لا يجد وقتاً كافياً ليقف في طوابير أخرى أكثر ضرورة ليحصل على الخبز أو الزيت. قد يروج سياسيون لفكرة تقوم على أن ممارسة المواطن لحق الانتخاب ومشاركته في اللعبة السياسية بداية الطريق لينال حقوقه الاقتصادية والحياتية، لكن مثل تلك الأفكار تقنع مواطناً يأمل في تحسين ظروف حياته، أما المواطن الذي يبحث عن مقومات الحياة ذاتها فلن يحتار ليختار الوقوف بين طابورين واحد للانتخابات والآخر للخبز... فالخبز دائماً قبل الانتخابات.
محمد صلاح
يراقب المواطنون المصريون من دون اكتراث معركة كسر العظم بين الحكومة المصرية وجماعة «الإخوان المسلمين» على خلفية انتخابات المجالس المحلية التي ستجرى يوم 8 نيسان (ابريل) المقبل. فلا انتخابات المحليات بين أولويات الصراع السياسي عند القوى السياسية المختلفة في مصر ولا هي أصلا تدخل ضمن اهتمامات المواطن الذي يصارع صعوبات الحياة ويسعى إلى التغلب عليها.
وعلى ذلك، فإن السباق أو الصدام بين الطرفين (الحكومة والإخوان) لا يتجاوز بالنسبة للناس غير المرتبطين بهما سوى مجرد أخبار متناثرة في بعض الصحف ونشرات الأخبار، أما برامج الفضائيات فامتنعت حتى عن الصيد في ماء المحليات ربما بفعل وثيقة تنظيم البث الفضائي أو لأنها لا ترى فيها جديداً.
وتبدو التظاهرات الضخمة التي نظمها «الإخوان» في محافظات مختلفة احتجاجاً على ما يعتبرونه معوقات تحول دون قبول أوراق مرشحيهم لخوض الانتخابات جزءا من اللعبة السياسية في كل انتخابات. كما أن الحملات التي تستهدف قادتهم وناشطيهم صارت كما الرعد والبرق الذي يسبق المطر، وتبدو الصورة خالية تماماً من أي وجود للقوى السياسية الأخرى، فلا الأحزاب الليبرالية أو الاشتراكية اليسارية أو تلك التي تمتلك صحفاً تظهر بأنها جزء من ذلك الصراع الذي تحول إلى سباق بين الحزب الوطني الحاكم وجماعة «الإخوان المسلمين» ليس فقط للفوز بمقاعد تلك المجالس للعمل على توصيل الخدمات للجماهير وتسهيل حياتهم ولكن أيضاً لإثبات الوجود وعرض القوة وتأسيس علاقات مع المواطنين قد تفيد حين يحتاج كلا الطرفين إليها إذا ما وصل الصدام بينهما مرحلة لا يمكن التراجع عنها.
بين الحديد والخبز ومروراً بالسولار يجد المواطن المصري نفسه غير قادر على ملاحقة الأسعار فينشغل بالبحث عن حلول لمشاكله الحياتية: إضراب أم اعتصام للمطالبة بزيادة الأجور والحوافز والمكافآت، يطالب أو يناشد أو يدعو أو يصرخ، رجاءً أو ألماً، ربما يستجيب له القادرون على حل أزماته! فلا تكون السياسة بالنسبة له إلا ترفاً لم تعد الظروف تتيح له الاستمتاع به ولم يعد في العقل مساحة للتفكير فيها.
واللافت أن تصريحات المسؤولين المصريين، بمن فيهم رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف، بدأت تتخذ مسارات أخرى غير تلك التي ظلت تسير عليها في السنوات الماضية. فلا مجال لإنكار الأزمات المتتابعة التي يعيشها المواطن ولا سبيل للخداع وتحسين الصورة بأن «لدنيا ربيع والجو بديع»، فنار الأسعار تأكل الجميع ولهيبها يحرق كل الفئات ووهجها لم يعد من الممكن إخفاؤه.
ورغم إقرار المسؤولين بأن المواطن لن يأكل أرقاماً وأن الناس تعاني ولا بد من وضع الحلول لمشاكلها، فإن «الإخوان» الذين برعوا في ربط مصالح البسطاء بهم من خلال مشاريع تجارية وخدمية (مستوصفات أو أسواق أو وغيرها) عانوا خلال الشهور الماضية انحساراً في المساحة التي كانوا يتحركون فيها في ذلك المجال. فصاروا هم والحكومة في الهم سواء، فالسباق بين الطرفين على كسب ود المواطنين وبالتالي حضورهم عند الاقتراع، والحصول على أصواتهم في الصناديق، لم يترجم إلى سعي إلى تقديم الحلول لمعضلات الحياة وتحسين الظروف المعيشية للناس وتقديم الخدمات لهم.
فلماذا إذن يذهب الناس إلى لجان الاقتراع طالما أن طرفي الانتخابات الرئيسية ليس لديهما المقدرة على فعل شيء؟
لماذا يقف المواطن في «طابور» طويل أو قصير منتظراً دوره ليقترع في انتخابات المحليات وهو الذي لا يجد وقتاً كافياً ليقف في طوابير أخرى أكثر ضرورة ليحصل على الخبز أو الزيت. قد يروج سياسيون لفكرة تقوم على أن ممارسة المواطن لحق الانتخاب ومشاركته في اللعبة السياسية بداية الطريق لينال حقوقه الاقتصادية والحياتية، لكن مثل تلك الأفكار تقنع مواطناً يأمل في تحسين ظروف حياته، أما المواطن الذي يبحث عن مقومات الحياة ذاتها فلن يحتار ليختار الوقوف بين طابورين واحد للانتخابات والآخر للخبز... فالخبز دائماً قبل الانتخابات.
hussein- الجنس :
عدد الرسائل : 577
العمر : 60
العمل : صحفى
الهواية : عال العال
الأوسمة : 0
نقاط : 12202
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
رد: الخبز قبل الانتخابات
السلام عليكم
مقالك استاذ حسين يضغط على الام وجروح الشعب المصرى ولو علمت انه وقف اب فى طابور الخبز يوم كامل ولم يستطع ان يحصل عليه فاشترى مكرونة وسم فئران وذهب الى اولاده وزوجته قام بعملها ووضع فيها السم فقتل ابنائه وانقذوه هو وزوجتهوهذا نموزج لكثير من الشعب فهل تعتقد ان مثل هؤلاء يمكن ان نقول لهم انتخابات او سياسة او حتى امل فى اصلاح؟ لا نقول سوى (لنا الله)ونشكرك على مقالك
الروح الهائمة
مقالك استاذ حسين يضغط على الام وجروح الشعب المصرى ولو علمت انه وقف اب فى طابور الخبز يوم كامل ولم يستطع ان يحصل عليه فاشترى مكرونة وسم فئران وذهب الى اولاده وزوجته قام بعملها ووضع فيها السم فقتل ابنائه وانقذوه هو وزوجتهوهذا نموزج لكثير من الشعب فهل تعتقد ان مثل هؤلاء يمكن ان نقول لهم انتخابات او سياسة او حتى امل فى اصلاح؟ لا نقول سوى (لنا الله)ونشكرك على مقالك
الروح الهائمة
لا فض فوك
الأخ العزيز حسين
كم كانت كلماتك لها وقع مرير على نفوسنا
وهي كذلك بؤرة تقيح شديدة في صدر المواطن المصري هذه الأيام
نتمنى من الله أن ترحل عنا هذه الغمة
ولا أقول سوى
( لا يغيِّر الله ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم )
الدكتور بيومي الشيمي- الجنس :
عدد الرسائل : 1356
العمر : 73
العمل : الشعر الفصيح - النقد الأدبي
الأوسمة : 4
نقاط : 12425
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
رد: الخبز قبل الانتخابات
على فكرة برضه هذا المقال للاستاذ محمد صلاح الكاتب الصحفى المعروف
وانا كتبت اسمه فى اول المقال
اشكركم جميعا
وانا كتبت اسمه فى اول المقال
اشكركم جميعا
hussein- الجنس :
عدد الرسائل : 577
العمر : 60
العمل : صحفى
الهواية : عال العال
الأوسمة : 0
نقاط : 12202
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
احمد زى الحاج احمد
احمد زى الحاج احمد
ليس هناك فرق فى حكوماتنا الموقره
كنا ومازلنا نعانى
ولكن
دعونا نعيش على امل ان الغد الجديد مشرق
دعونا نأمل ان يتغير الحال وتنصلح الاحوال
دعونا نرتدى عباءة الامل كى نعين انفسنا على مواصلة الحياه
عل وعسى
مشكووووووووووور استاذنا الفاضل على النقل
احسنت الاختيار رغم الضغط على الجراح
ليس هناك فرق فى حكوماتنا الموقره
كنا ومازلنا نعانى
ولكن
دعونا نعيش على امل ان الغد الجديد مشرق
دعونا نأمل ان يتغير الحال وتنصلح الاحوال
دعونا نرتدى عباءة الامل كى نعين انفسنا على مواصلة الحياه
عل وعسى
مشكووووووووووور استاذنا الفاضل على النقل
احسنت الاختيار رغم الضغط على الجراح
ماما سوسو- مشرف منتدى ألبوم الصور
- الجنس :
عدد الرسائل : 462
العمر : 69
العمل : ربة منزل
الهواية : رضا
الأوسمة : 0
نقاط : 12194
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
رد: الخبز قبل الانتخابات
ش
اشكرك على روح الامل وةالتفاؤل الذى تدفعينا اليه
ولكن
الغد على ما اعتقد لن يكون مشرقا بسهولة
وسيكون هناك الكثير من الضعاب والسنوات العجاف التى بالطبع ستكون اكثر من سبع سنين
والامل الوحيد الباقى فى الله ان يخرجنا منهذه الازمات على خير
[b]ولكن
الغد على ما اعتقد لن يكون مشرقا بسهولة
وسيكون هناك الكثير من الضعاب والسنوات العجاف التى بالطبع ستكون اكثر من سبع سنين
والامل الوحيد الباقى فى الله ان يخرجنا منهذه الازمات على خير
hussein- الجنس :
عدد الرسائل : 577
العمر : 60
العمل : صحفى
الهواية : عال العال
الأوسمة : 0
نقاط : 12202
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 يناير 2016, 3:01 pm من طرف الشاعر نادر الأسيوطي
» ديوانُ شعري أنوارٌ بمشكاة
السبت 07 نوفمبر 2015, 8:43 pm من طرف زاهية بنت البحر
» شاكر بوعلاقي اعود الى ماضينا
الأربعاء 28 أكتوبر 2015, 4:20 pm من طرف خوري ليليا
» غرف نوم وغرف اطفال ومطابخ وانتيكات
الإثنين 29 ديسمبر 2014, 9:45 am من طرف احمد عطية
» راجعين نادر الأسيوطي
الثلاثاء 18 مارس 2014, 4:57 pm من طرف الشاعر نادر الأسيوطي
» البوم صور شاكر بوعلاقي
الثلاثاء 04 مارس 2014, 6:00 pm من طرف شاكر بوعلاقي
» محكمة
الخميس 13 فبراير 2014, 6:21 pm من طرف الشاعر نادر الأسيوطي
» صلوا علي الحبيب المصطفي
الخميس 26 ديسمبر 2013, 7:08 pm من طرف انا فيروز
» بشـــــــــــــــــــرى لكـــــــل ربــه منزل وسيده
الإثنين 02 ديسمبر 2013, 8:48 pm من طرف انا فيروز
» دقــــــــولــــهــــا الــــهــــون
الخميس 09 أغسطس 2012, 8:23 pm من طرف عامر عبدالسلام