كتاب جديد عن معتقل ابو غريب

من طرف hussein الخميس 27 مارس 2008, 7:27 pm


	"غائب من بغداد" رواية عن ظلمات سجن أبو غريب

	<table id=Table3 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=300 border=0><tr><td id=tdPic></TD></TR> <tr><td class=nhs id=tdPicComment dir=rtl align=middle>غلاف الكتاب وصورة لمعتقل بأبوغريب</TD></TR></TABLE>


	باريس: في رواية "غائب من بغداد" يسوق الروائي جان كلود بيروت قارئه نحو زوايا مخفية من الحياة اليومية في هذه المنطقة تحديداً ويرصد أبرز الأمور النافرة في العالم العربي مسلّطاً الضوء على مشكلاته المعقدة بطريقة أدبية . فالرواية عبارة عن قصيدة نثرية، جاءت - كما جاء بجريدة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الأربعاء - لتكسر شكل الرواية الكلاسيكية والتقليدية، ومن أبرز خصائص هذه الرواية احتفاؤها بما يسمى "التناص" أي تطعيم النص بالكثير من المعارف الثقافية والتاريخية والأدبية، فمن خلال الأحاديث التي كان يتذكرها الأسير داخل زنزانته، نعلَم أن مناقشاته التي كان يتجاذبها مع أصدقائه في مقهى وسط اسطنبول كان معظمها يدور حول الأمور الدينية والفلسفية والثقافية. ومن خلال تأمل الأسير لوحدته داخل تلك الزنزانة المظلمة والضيّقة، يطرح أسئلة لا يجد لها أجوبة: "من أنا؟ وما هي التهمة التي اعتُقلت من أجلها؟". والرواية عبارة عن مناجاة ذاتية وداخلية يقوم بها أسير مسلم داخل زنزانته في سجن أبو غريب فيفصح عن كرهه واحتقاره للجيش الأميركي الذي قبض عليه وزجه داخل سجن قاس لذنب لم يقترفه ولا يعرفه. القصة تدور - وفق مايا الحاج بجريدة "الحياة" اللندنية - حول حكاية هذا الراوي البطل الذي يتجلى بوضوح من خلال ضمير المتكلم "أنا" والذي يبقى مجهول الاسم طوال الرواية. البطل شاب غير عربي ومرتبط بفتاة تركية، وعلى الرغم من كونه تركيا مسلما إلا إنه لم يكن متدينا كبقية الأصدقاء حتى أنه يقول لهم: "إخواني، أنا معكم لأنكم ضعفاء وإذا كان العالم يقوده فريقان الظالم والمظلوم فأنا مع المظلوم أياً يكن". وهو يحترم الإنسان لإنسانيته وليس لدينه ، وعلى الرغم من الإحباطات التي توالت على هذا السجين إلا أنه لا يعرف اليأس . هناك أيضا الشخصية النسائية كنموذج لـ "الجلاد" ، وفق " الحياة " ، وهي امرأة تعمل في السلك العسكري الأميركي ومسئولة عن مراقبة المعتقل الذي أعجب بعينيها الخضراوين وبشرتها السمراء ، والغريب أن هذه المرأة ليست إلا ليندي انجلند، التي نُشرت صورها في الصحف أثناء ممارستها أبشع أنواع التعذيب والتنكيل ضد معتقلي سجن "أبو غريب". ومن مقدمة الرواية نقرأ : " في البدء تمكنتُ من كتابة بعض الكلمات في لغتي، أو بالأحري نقشتها بطرَفِ ِظْفري علي قطعة صغيرة من الورق المُقوّي كنت قد عثرت عليها بعدما تحسّستُ مرارا في العََتَمة، قالوا أني كتبت اسم الله وأنها العربية، لكنهم كانوا مخطئين، فلم يكن هناك اسم الله ولا أية كلمة عربية، كان اسم خطيبتي التركية وكلمات أخري كنت قد خربشتها، لكني نسيتها بعدما قيّدوا يديّ ورجليّ بخلاف، اليد اليسري مع الرّجل اليمني واليد اليمني مع الرّجل اليسري، وبعدما طوّقوا رقبتي بمقودِ كلابٍ مسمّر جرّوني به إلي دهليز أرضيّته مفروشة بالزجاج المكسور . لا بد أني فقدت وعيي في لحظة ما، أريد أن أقول أني بذلت جهدا لأفقد وعيي، ليس الألم الّذي جعلني لا واعيا وإنّما الفطنة. إنها حالة فطنة حاذّة تفوق الشعور حتي أن القذّيسين والأنبياء والشهداء وحدهم يقدرون علي الصّمود أمامها، فهم الذين يدركونها بوضوح ودقة وهم الّذين ينظرون إليها بطريقة يقال أنها تجعلهم يتجلّون" .

أخي الحبيب
حسين
فعلا أنت تأتي بكل ما هو جديد وفريد
شكرا على ما تـاتي به إلينا
لنعرف ما ومن حولنا