بحـث
المواضيع الأخيرة
موسي والعبد الصالح
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
موسي والعبد الصالح
4 ـ موسى والعبد الصالح
ـــــــــــــــ
1ـ سأل أحد رجال بني إسرائيل موسي بعد أن سمع له موعظة تكلم فيها عن الله وعن الحق :
ـ هل هناك على وجه الأرض من هو أعلم منك يا نبي الله .
قال موسي ، دون أن يدع لنفسه فرصة للتفكير :
ـ لا .. ليس هناك من هو أعلم مني .
أراد الله أن يعلم موسى لأنه نسب العلم إلا نفسه ، ولم ينسبه إلى الله العليم الخبير بكل شيء في الكون .. فبعث إليه جبريل يسأله :
ـ ما يدريك أين يضع الله علمه ؟
2ـ عرف موسى أنه تسرع ، وندم على تسرعه ، ثم قال له جبريل :
ـ عند مجمع البحرين رجلا ، هو أعلم منك .
اشتاق موسي لملاقاة هذا العبد الصالح ، وأراد أن يتعلم منه .. فسأل جبريل :
ـ كيف أصل إليه ؟
أجابه جبريل ، بأن يأخذ معه حوت وهي السمكة الكبيرة ، وعندما يعيد الله لها الحياة ، سيجد العبد الصالح .
3ـ انطلق موسي ومعه فتاه يحمل سلة وبها الحوت ، وهما لا يعلمان المكان الذي سيلتقيان فيه بالعبد الصالح ، ومشيا ، أياما وأياما ، وطال بهما السفر ، وهما يبحثان عنه ، حتى وصلا إلي صخرة بجوار البحر ، فرقد موسي بالقرب منها وغلبه النعاس ، بينما ظل الفتي سهرانا بجوار السلة .
4ـ هبت ريح قوية ، فانطلقت موجة كبيرة ، أصاب رذاذها الحوت الميت ، فأعاد الله له الحياة
، وتسرب إلي البحر ، وأخذ يسبح ، وهو يشق الماء ، تاركا علامة واضحة ، كأنه دابة تزحف علي الرمال ، تاركة أثارها عليه ، وعندما استيقظ موسي ، لم يلاحظ تسرب الحوت ، ونسي الفتي إخباره بما حدث .
5ـ سارا يوما وليلة ، وعندما أراد موسي أن يتناول غدائه ، وسأل عن الحوت ، تذكر الفتي ما حدث ، وقال معتذرا :
ـ لقد أنساني الشيطان أمر الحوت ، وتسربه إلي البحر .
هتف موسي سعيدا :
ـ هذا ما كنا نريده .
6 ـ انطلق مرة أخري عائدا إلي الصخرة ، وعندها وجد رجلا نائما ، وقد غطي وجهه ، وجسمه بثوبه ، فسلم عليه موسى ، فكشف الرجل عن رأسه وسأله :
ـ هل بأرضك سلام ؟! من أنت ؟
أجابه :
ـ أنا موسى .
قال العبد الصالح :
ـ عليك السلام يا نبي الله .
سأله موسى باستغراب :
ـ من أعلمك عني ؟
أجابه العبد الصالح :
ـ الذي أعلمك عني .. ماذا تريد يا موسى ؟
أجابه موسى بلطف :
ـ أريد أن أتعلم منك .
قال العبد الصالح بحزم وشدة :
ـ إنك لن تصبر معي .
7ـ تحمل موسي رفضه وقسوته معه ، وقال في تواضع :
ـ سوف أطيع كل أوامرك ، ولن أعصي لك أمرا .
اشترط عليه العبد الصالح كي يرافقه ألا يسأله عن أي شيء ، حتى يتكلم هو عنه ، ووافق موسي علي هذا الشرط .
8ـ انطلق موسي مع العبد الصالح علي ساحل البحر ، وهناك قابلا سفينة ، وأكرمهما أصحابها ، ولم يأخذا منهما أجرة توصليهما .
رست السفينة علي الشاطئ ، وغادرها ركابها ، وأصحابها .. وكانت دهشة موسي عظيمة ، عندما تخلف العبد الصالح .. ثم نزع لوح من السفينة ، وألقاه في البحر .
هتف موسي مستنكرا :
ـ لم فعلت هذا ، وقد أكرمنا أصحاب السفينة ؟!
هتف الرجل الصالح ، يذكره بشرطه :
ـ ألم اقل لك أنك لن تصبر معي .
أعتذر له موسي علي تسرعه ، ووعده ألا يسأله عن أي شيء بعد ذلك .
9ـ واصلا سيرهما ، ومرا على صبيان يلعبون في براءة ، وعندما تعبوا من اللعب ، نعس كل منهم في جانب ، وفوجئ موسى بالعبد الصالح يقتل صبيا منهم ، فثار وسأله غاضبا :
ـ لم قتلت هذا الصبي ، وهو لم يفعل جريمة ؟!
قال العبد الصالح :
ـ ألم أقل أنك لن تستطيع أن تصبر معي .
اعتذر موسى قائلا :
ـ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني .
10 ـ مضى العبد الصالح مع موسى ، ودخلا قرية بخيلة ، طلبوا من أهلها طعاما فرفضوا تقديمه لهما ، وعندما جاء المساء ناما بالقرب من جدار يكاد أن ينهار ، وكانت مفاجأة لموسى ، عندما وجد العبد الصالح ينهض ، ويظل ساهرا الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه .. فهتف في دهشة :
ـ كان يجب أن نأخذ أجرا من هذه القرية البخيلة ، التي رفضت إعطاء الطعام لنا .
قال العبد الصالح :
ـ لقد حان وقت الفراق .
11 ـ فسر العبد الصالح الأفعال التي قام بها ، وأدهشت موسي ، وجعلته يستنكرها ، وقال :
ـ لم أفعل هذا من نفسي ، ولكن كنت أنفذ إرادة الله ، وأن ما تراه شرا هو الخير والرحمة ، فلا تأخذ بظاهر الأشياء .
فأصحاب السفينة ، سوف يعرفون أن خرق السفينة كان نعمة لهم ، عندما يأخذ الملك كل السفن السليمة التي تمر في البحر ، ويترك لهم سفينتهم عندما يجدها مثقوبة ، وبذلك يبقي لهم مصدر رزقهم ، فلا يموتون جوعا .
أما الصبي فقد قتلته لأنه سوف يطغي ويرهق والديه وسيكون كافرا إذا كبر ، وسوف يعوضهما الله بصبي غيره يكون مؤمنا ، وبارا بهما في كبرهما .
والجدار كان لغلامين يتيمين ، كان والديهما صالحين ، ولو سقط ، فسوف يأخذ أهل القرية الماكرين البخلاء الكنز المخبأ أسفل الجدار ، وعندما بنيته فلن ينهار إلا عندما يكبران ، وبذلك يستطيعان الحصول عليه .
12ـ افترق العبد الصالح عن موسى ، ومضي في طريقه .
عرف موسى من العبد الصالح ، ألا يغتر بعلمه ، وأن الإنسان لا يحزن ولا ييأس عندما تحل به مصيبة .. فقد تكون رحمة من الله ولطف منه تنقذه من شر لا يعرفه
ـــــــــــــــ
1ـ سأل أحد رجال بني إسرائيل موسي بعد أن سمع له موعظة تكلم فيها عن الله وعن الحق :
ـ هل هناك على وجه الأرض من هو أعلم منك يا نبي الله .
قال موسي ، دون أن يدع لنفسه فرصة للتفكير :
ـ لا .. ليس هناك من هو أعلم مني .
أراد الله أن يعلم موسى لأنه نسب العلم إلا نفسه ، ولم ينسبه إلى الله العليم الخبير بكل شيء في الكون .. فبعث إليه جبريل يسأله :
ـ ما يدريك أين يضع الله علمه ؟
2ـ عرف موسى أنه تسرع ، وندم على تسرعه ، ثم قال له جبريل :
ـ عند مجمع البحرين رجلا ، هو أعلم منك .
اشتاق موسي لملاقاة هذا العبد الصالح ، وأراد أن يتعلم منه .. فسأل جبريل :
ـ كيف أصل إليه ؟
أجابه جبريل ، بأن يأخذ معه حوت وهي السمكة الكبيرة ، وعندما يعيد الله لها الحياة ، سيجد العبد الصالح .
3ـ انطلق موسي ومعه فتاه يحمل سلة وبها الحوت ، وهما لا يعلمان المكان الذي سيلتقيان فيه بالعبد الصالح ، ومشيا ، أياما وأياما ، وطال بهما السفر ، وهما يبحثان عنه ، حتى وصلا إلي صخرة بجوار البحر ، فرقد موسي بالقرب منها وغلبه النعاس ، بينما ظل الفتي سهرانا بجوار السلة .
4ـ هبت ريح قوية ، فانطلقت موجة كبيرة ، أصاب رذاذها الحوت الميت ، فأعاد الله له الحياة
، وتسرب إلي البحر ، وأخذ يسبح ، وهو يشق الماء ، تاركا علامة واضحة ، كأنه دابة تزحف علي الرمال ، تاركة أثارها عليه ، وعندما استيقظ موسي ، لم يلاحظ تسرب الحوت ، ونسي الفتي إخباره بما حدث .
5ـ سارا يوما وليلة ، وعندما أراد موسي أن يتناول غدائه ، وسأل عن الحوت ، تذكر الفتي ما حدث ، وقال معتذرا :
ـ لقد أنساني الشيطان أمر الحوت ، وتسربه إلي البحر .
هتف موسي سعيدا :
ـ هذا ما كنا نريده .
6 ـ انطلق مرة أخري عائدا إلي الصخرة ، وعندها وجد رجلا نائما ، وقد غطي وجهه ، وجسمه بثوبه ، فسلم عليه موسى ، فكشف الرجل عن رأسه وسأله :
ـ هل بأرضك سلام ؟! من أنت ؟
أجابه :
ـ أنا موسى .
قال العبد الصالح :
ـ عليك السلام يا نبي الله .
سأله موسى باستغراب :
ـ من أعلمك عني ؟
أجابه العبد الصالح :
ـ الذي أعلمك عني .. ماذا تريد يا موسى ؟
أجابه موسى بلطف :
ـ أريد أن أتعلم منك .
قال العبد الصالح بحزم وشدة :
ـ إنك لن تصبر معي .
7ـ تحمل موسي رفضه وقسوته معه ، وقال في تواضع :
ـ سوف أطيع كل أوامرك ، ولن أعصي لك أمرا .
اشترط عليه العبد الصالح كي يرافقه ألا يسأله عن أي شيء ، حتى يتكلم هو عنه ، ووافق موسي علي هذا الشرط .
8ـ انطلق موسي مع العبد الصالح علي ساحل البحر ، وهناك قابلا سفينة ، وأكرمهما أصحابها ، ولم يأخذا منهما أجرة توصليهما .
رست السفينة علي الشاطئ ، وغادرها ركابها ، وأصحابها .. وكانت دهشة موسي عظيمة ، عندما تخلف العبد الصالح .. ثم نزع لوح من السفينة ، وألقاه في البحر .
هتف موسي مستنكرا :
ـ لم فعلت هذا ، وقد أكرمنا أصحاب السفينة ؟!
هتف الرجل الصالح ، يذكره بشرطه :
ـ ألم اقل لك أنك لن تصبر معي .
أعتذر له موسي علي تسرعه ، ووعده ألا يسأله عن أي شيء بعد ذلك .
9ـ واصلا سيرهما ، ومرا على صبيان يلعبون في براءة ، وعندما تعبوا من اللعب ، نعس كل منهم في جانب ، وفوجئ موسى بالعبد الصالح يقتل صبيا منهم ، فثار وسأله غاضبا :
ـ لم قتلت هذا الصبي ، وهو لم يفعل جريمة ؟!
قال العبد الصالح :
ـ ألم أقل أنك لن تستطيع أن تصبر معي .
اعتذر موسى قائلا :
ـ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني .
10 ـ مضى العبد الصالح مع موسى ، ودخلا قرية بخيلة ، طلبوا من أهلها طعاما فرفضوا تقديمه لهما ، وعندما جاء المساء ناما بالقرب من جدار يكاد أن ينهار ، وكانت مفاجأة لموسى ، عندما وجد العبد الصالح ينهض ، ويظل ساهرا الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه .. فهتف في دهشة :
ـ كان يجب أن نأخذ أجرا من هذه القرية البخيلة ، التي رفضت إعطاء الطعام لنا .
قال العبد الصالح :
ـ لقد حان وقت الفراق .
11 ـ فسر العبد الصالح الأفعال التي قام بها ، وأدهشت موسي ، وجعلته يستنكرها ، وقال :
ـ لم أفعل هذا من نفسي ، ولكن كنت أنفذ إرادة الله ، وأن ما تراه شرا هو الخير والرحمة ، فلا تأخذ بظاهر الأشياء .
فأصحاب السفينة ، سوف يعرفون أن خرق السفينة كان نعمة لهم ، عندما يأخذ الملك كل السفن السليمة التي تمر في البحر ، ويترك لهم سفينتهم عندما يجدها مثقوبة ، وبذلك يبقي لهم مصدر رزقهم ، فلا يموتون جوعا .
أما الصبي فقد قتلته لأنه سوف يطغي ويرهق والديه وسيكون كافرا إذا كبر ، وسوف يعوضهما الله بصبي غيره يكون مؤمنا ، وبارا بهما في كبرهما .
والجدار كان لغلامين يتيمين ، كان والديهما صالحين ، ولو سقط ، فسوف يأخذ أهل القرية الماكرين البخلاء الكنز المخبأ أسفل الجدار ، وعندما بنيته فلن ينهار إلا عندما يكبران ، وبذلك يستطيعان الحصول عليه .
12ـ افترق العبد الصالح عن موسى ، ومضي في طريقه .
عرف موسى من العبد الصالح ، ألا يغتر بعلمه ، وأن الإنسان لا يحزن ولا ييأس عندما تحل به مصيبة .. فقد تكون رحمة من الله ولطف منه تنقذه من شر لا يعرفه
Sara- الجنس :
عدد الرسائل : 395
العمر : 27
العمل : طالبه
الهواية : كويسه
الأوسمة : 0
نقاط : 11986
تاريخ التسجيل : 24/07/2008
رد: موسي والعبد الصالح
الغالية فايزة
رائع أن نعلم أولادنا
خاصة إن كانت من خلال قصة من قصص الأنبياء
جعله الله في ميزان حسناتك
رائع أن نعلم أولادنا
خاصة إن كانت من خلال قصة من قصص الأنبياء
جعله الله في ميزان حسناتك
الدكتور بيومي الشيمي- الجنس :
عدد الرسائل : 1356
العمر : 73
العمل : الشعر الفصيح - النقد الأدبي
الأوسمة : 4
نقاط : 12421
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
الدكتور بيومي الشيمي- الجنس :
عدد الرسائل : 1356
العمر : 73
العمل : الشعر الفصيح - النقد الأدبي
الأوسمة : 4
نقاط : 12421
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 يناير 2016, 3:01 pm من طرف الشاعر نادر الأسيوطي
» ديوانُ شعري أنوارٌ بمشكاة
السبت 07 نوفمبر 2015, 8:43 pm من طرف زاهية بنت البحر
» شاكر بوعلاقي اعود الى ماضينا
الأربعاء 28 أكتوبر 2015, 4:20 pm من طرف خوري ليليا
» غرف نوم وغرف اطفال ومطابخ وانتيكات
الإثنين 29 ديسمبر 2014, 9:45 am من طرف احمد عطية
» راجعين نادر الأسيوطي
الثلاثاء 18 مارس 2014, 4:57 pm من طرف الشاعر نادر الأسيوطي
» البوم صور شاكر بوعلاقي
الثلاثاء 04 مارس 2014, 6:00 pm من طرف شاكر بوعلاقي
» محكمة
الخميس 13 فبراير 2014, 6:21 pm من طرف الشاعر نادر الأسيوطي
» صلوا علي الحبيب المصطفي
الخميس 26 ديسمبر 2013, 7:08 pm من طرف انا فيروز
» بشـــــــــــــــــــرى لكـــــــل ربــه منزل وسيده
الإثنين 02 ديسمبر 2013, 8:48 pm من طرف انا فيروز
» دقــــــــولــــهــــا الــــهــــون
الخميس 09 أغسطس 2012, 8:23 pm من طرف عامر عبدالسلام